لماذا لَستَ في المدرسة يا صغير ؟مالذي تحمله بين يديك ؟



لعلّك إذا ما كنت ذاهباً لأحد الأسواق الشعبية  أو حتى كنت مُنتظراً حافلات النقل العمومي أو  ماشياً في أحد الأحياء القديمة. فإنك لا بدّ وأن قابلت طفلاً يحمل بين يدية مُنتجاً  أو أشياءً بسيطة  ويرجوك أن تشتري منه ولو القليل .وكأن البضاعة التي يحملها  بين يدية أصبحت حِملاً على ظهره   .أول ما سيتبادر إلى ذهنك لماذا لَست في المدرسة يا صغيري ؟ومالذي اجبرك على اللجوء لمثل هذا الامر ؟ومن الذي سيجني ثمار خَطفْ طفولتك ؟ وهل لقيامك بمثل هذا الأمر كُلّ هذه الفائده المادّية ؟
يبدو أن الأمر قدّ تجاوز أنه  مُجرّد مشكلة إجتماعية أو حتى إقتصادية ,أصبحت مشكلة إنسانية وتَمُسّ الثقافة المُجتمعية بشكل أساسي .
يُجْبَر الأطفال على ترك مدارسهم والتخلّي عن أـحلامهم لبيع بضاعات ومُنتجات في الشوارع ويهرعون نحو الماره من الناس يستعطفونهم علّ أحدهم يَرّق قلبة ويبتاع إحدى  هذه الاشياء التي يشتريها  الناس بلا أي تردد إما أن يلين قلبهم ويشترون أو يُجازونهم بالنهي ويصرخون "روح الله يعطيك "هؤلاء الأطفال هم الدمى التي يُحركها بعض الكبار من وراء ستار .فَعِوضاً من أن تنهر هذا  الطفل المسكين لك خيارٌ من اثنين إما أن تَجدّ في العثور على حلّ لمثل هذه المشاكل ,أو حاسلب المسؤولين .وكأنك تُحاسب التلميذ على أخطاء أستاذه .ومُحاسبة المسؤولين تكون بالتكاتف من جميع الأطراف .
بالرغم من أن البضائع التي يبيعها هؤلاء المساكين يُمكن أن تُباع في أيّ محل تجاري أو سوبر ماركت فالذي يدفع بالمُتحكمين بهؤلاء الأطفال بإجبارهم على مثل هذه السلوكيات ؟
نحن بحاجة للتكاتف وإيجاد حلول مُباشرة لمثل هذه العوائق في تقدّم ونهضة أي شعب ,
القوانين ليست هي الحلّ.
لا يمكننا أن نحلّ مثل هذه المشكلة بفرض قانون ووضع الناس تحت قيد السيطرة  لأن الناس في جميع مُجتمعات العالم تتهرب من الإلتزام وكُلّ قانون  يُسنّ تتم مخالفته .بل نحن بحاجة لمُبادرات مجتمعية تُعنى بمثل هذه القضايا . حلول نابعة من قلب المحتمع لأن هذه المشكلة نابعة من قلب مجتمعاتنا وآثارها تُصيب جسدّ المُجتمع كَكُلّ .
جمعيات المجتمع لو فتحت أبوابها لتعليم مثل هذه الفئة بعض المهن اليدوية أو تثقيفهم بما يخص مجال الإبداع والإبتكار لكان خيراً من كل هذه الشعارات الكاذبة التي اصمّونا بكثرتها .أصبحت الجمعيات الخيرية "شغل إعلام فاضي " كلّ ما ترغب به هو الحصول على منح من منظمات عالمية ومن دول خارجية وعندما يبدأ الفعل على أرض الواقع لا تجدّ لهم أي مواقع .
المدارس لو فتحت أبوابها في العُطل وعلّمت الفئة الفقيرة من الناس مجاناً .أوالمعلمون الذين يُنادون بالمثاليات لو قدّموا القليل من المُبادره في تعليم الأطفال بلا مقابل لأصبحوا حينها  أسياداً وطلابهم لهم عبيداً ولطُبّق المثل "من علّمني حرفاً كُنْتُ له عبداً" ولكن طالما تحول التعليم من هدف وقضية إلى مهنة هدفنا منها الحصول عى المال لَنْ يُصبح للمعلمين الشأن العظيم .
نحن لسنا بصدد التوضيح أهمية المال وأن الأهداف قدّ تقترن بالأموال وتبقى أهدافاً سامية وأن التعليم إحدى هذه الأهداف .ولكن الموضوع أصبح وظيفة وغاب عنها الهدف الأساسي ليتحوّل لموضوع اقتصادي بحت .
الأطفال المساكين أحلامهم مسلوبة وطموحاتهم بالمثل وطفولتهم تحت طيّ الأقدام ومن الذي يتحمّل المسؤولية ؟
جميع من فينا له يدّ في هذه الأمر الجَلل وجميعنا يمكننا التكاتف وحلّ هذه المُعضلة .أنا أـقول أنّ مُبادرة قدّ تساعد في الحلّ ,تعاون الجهات الحكومية والمُجتمعية واجب ومساعدة جيل المُستقبل .وعلى الحكومات مُحاسبة المسؤولين .ومن هنا ستنهض أمة نحو القمّة .
رسالة إلى كُلّ شخص : أنت سبباً في فكّ عُقدة شخصاً ما لذا ابحث ويسّر ولك الأجر من المُيسّر 

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.